أحب لبنان كثيرا، البلد الذي ولدت وتعلمت فيه وأنشأت عائلتي وبدايات أعمالي، ومع ذلك، يعتصر الحزن قلبي عندما أدرك أن لبنان، بلد الفكر والثقافة والحرية والتجدد والابداع، لم يعد سوى ذكرى جميلة للأشخاص من جيلي، وتحول لبنان الذي غنته السيدة فيروز “لبنان يا قطعة سما” إلى لبنان قطعة الكيك التي تريد كل قوة طائفية حاكمة أن تنهش أكبر حصة منها، فيما تترك المواطن حائرا بتدبير أمور حياته اليومية البسيطة.
غادرت لبنان مع زوجتي وطفلي الصغيرين بعد يومين من تاريخ 13ابريل 1975، اليوم الذي تصاعدت فيه الاشتباكات بين الميليشيات وجرى قتل 27 فلسطينيا بدم بارد إثر هجوم استهدف حافلة كانت تقلهم، ودخل لبنان ساعتها في أتون حرب أهلية دامت 15 عاما أطلق خلالها الجميع رصاصه على الجميع، وكل رصاصة وكل قذيفة كانت تصيب جزءا من لبنان الذي أعرفه، حتى سقط مضرجا بجراحه وقد أدمته الحرب. استمر في القراءة