لماذا يصر المتطرفون على تخريب أمننا وتدمير مستقبلنا ومستقبل أبنائنا؟ سؤال يراودنا كل مرة نرى فيها التطرف والجماعات المتطرفة تنفذ أعمالاً تجعلها خطراً عالمياً متعدد الوجوه، فهم يلبسون أحياناً ثوب الدين، وأحياناً أخرى شعارات القومية والوطنية، في حين أن هدفهم النهائي لا يمت للدين أو الوطن بصلة.
ماكلارين ترسخ صدارتها
أعاد تتويج فريق ماكلارين بلقب بطولة العالم للفورمولا 1 إلى الواجهة قصة نجاح طويلة ومتميزة، كتبتها البحرين خطوة بخطوة، حتى أصبح الفريق اليوم متفوقاً على الجميع، ويكرس حضوره بين نظرائه بثبات واقتدار، وبالنسبة لي كشخص عايش شغف الفورمولا 1 في البحرين منذ بداياتها، فإن هذا الفوز يحمل نبرة خاصة، نبرة فخر وامتنان لكل رحلة العمل والالتزام التي قادت إلى هذه اللحظة.
قمة خليجية بأثر عالمي
الحضور القوي المتعاظم لجميع دول الخليج: المملكة العربية السعودية وشقيقاتها، على الساحة العالمية وعلاقاتها الوطيدة وشراكاتها الراسخة وانفتاحها مع القوى العظمى كأمريكا والصين وأوروبا، جعل القمة الخليجية السادسة والأربعين لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حفظهم الله ورعاهم، التي استضافتها مملكة البحرين، محط اهتمام ليس خليجي فقط، وإنما عربي وعالمي، وهذا ما بدا جلياً خلال القمة حيث حملت معها رسائل سياسية واقتصادية تجاوزت حدود الخليج لتبلغ العالم بأسره.
من الأصلح لقيادة العالم.. التاجر أم السياسي؟
يعود هذا السؤال إلى مائدة النقاش كلما برزت شخصية عالمية لا تنتمي في عمقها إلى المدرسة التقليدية في العمل السياسي، بل تستند إلى عقلية تجارية صريحة، كما هو حال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فهو لم يخفِ يوماً أنه يتعامل مع السياسة بمنطق الصفقة، وأنه يرى العالم في قالب الفرص والمصالح والموازنات، وليس من الزاوية التي ينظر منها أي سياسي، ومهما اختلفنا معه، لا يمكن تجاهل أن خطوات عديدة اتخذها خلال سنواته في الحكم انطلقت من هذا المنطق البراغماتي، الذي يصب في خدمة ما يراه مصلحة مباشرة للولايات المتحدة، وهي خطوات مهمة بدون شك.
كونكرس وكليمون بيار
كما كانت البحرين تبهرنا في سباقات الفورمولا1، نراها اليوم تضع حجر أساس في مجال السيارات الكلاسيكية ذات التاريخ العريق، من خلال إقامتها “كونكرس البحرين الملكي 2025” الذي أقيم مؤخراً في النادي الملكي للغولف بحضور كبار الشخصيات السياسية والمسؤولين المهمين، تحت شعار “حيث يلتقي الخليج مع أرقى السيارات في العالم”، حيث استعرضت الفعالية حوالي 90 سيارة فاخرة ونادرة في العالم، وجمعت التاريخ والهندسة والفن والتألق والرقي والضيافة البحرينية الرفيعة في مساحة واحدة تحت سقف واحد.
جسر المحبة العائم
لقد عاصرتُ افتتاح جسر الملك فهد في عام 1986، وشهدتُ كيف تحوّل هذا الصرح العملاق إلى شريان حيوي لمملكة البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. لم يكن مجرد رابط جغرافي يختصر المسافة التي كانت تُقطع بالسفن أو الطائرات، بل كان جسرًا للنهضة والازدهار، حيث أسهم بشكل مباشر وملموس في تعزيز التبادل التجاري والسياحي والاجتماعي، ودمج اقتصاد البلدين بشكل غير مسبوق. في غضون عقود قليلة، أصبح الجسر نقطة عبور لمئات الملايين من المسافرين، ممهدًا لنمو هائل في قطاعي السياحة والخدمات اللوجستية، وأصبح أيقونة للترابط الأخوي الخليجي. إن هذه الذاكرة التاريخية للتحول الاقتصادي والاجتماعي الهائل الذي أحدثه جسر الملك فهد هي ما يجعلني أنظر اليوم إلى تدشين الخط البحري بين مملكة البحرين ودولة قطر بتفاؤل كبير، بوصفه خطوة واعدة لفتح فصل جديد ومشرق في مسيرة التكامل الخليجي.
حوار العقلاء
كنت في نقاش مع أختي بارعة علم الدين مكناس، الصحفية المعروفة والتي تتابع حوار المنامة منذ أكثر من 21 عاماً وحتى اليوم، حول ما حمله الحوار هذا العام من رسائل وأفكار، وخلصنا إلى نتيجة أن حوار المنامة يعد ضمن أهم الفعاليات التي تكرس مكانة مملكة البحرين كدولة حريصة على الأمن والاستقرار الإقليمي، وعلى صناعة مساحة للحوار متعدد الأطراف، خاصةً في الفترة الحالية التي تتسم بالتوترات الجيوسياسية وعدم اليقين والمستجدات والأوضاع المضطربة.
الاستثمار خير
إن جذب الاستثمارات ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو أداة استراتيجية تستخدمها الدول لتحقيق التنمية الشاملة. إنه يرسل رسالة قوية للعالم بأن الدولة مستقرة، ولديها بيئة أعمال جاذبة، وأن مستقبلها الاقتصادي واعد، مما يعزز الثقة ويضمن استمرار التدفقات المالية اللازمة لتوفير فرص عمل وبناء اقتصاد ومجتمع قوي ومزدهر.
آسيا في البحرين
استطاعت مملكة البحرين في السنوات الأخيرة أن تثبت مكانتها كوجهة واعدة للفعاليات الرياضية الإقليمية والدولية، وذلك بفضل رؤية قيادتها الشابة وثقتها في قدرات أبناء الوطن، واليوم تكتب المملكة فصلا جديدا من قصص النجاح، مع استضافة النسخة الثالثة من دورة الألعاب الآسيوية للشباب، وقد أعرب عن ذلك جلالة الملك المعظم لدى استقباله كبار المدعويين ورؤساء الوفود المشاركين في الدورة، كما شهدنا افتتاحا تاريخا حافلا بحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وعدد كبير من المسؤولين والضيوف من مختلف دول آسيا، ومن حول العالم أيضا. لقد كان لي الشرف أن أتعاون عن قرب مع لجنة الألعاب الآسيوية في العام 2006، ومع الكابتن حسين المسلم الذي كان حينها نائبًا للمدير العام، قبل أن يتولى لاحقًا منصب المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي، وكنا قد كُلّفنا كشركة «برموسيفن» بالترويج العالمي للحدث، وجذب أفضل العائدات من خلال استقطاب الرعاة الدوليين.
السلام الضبابي
لقد اعتبرنا أن ما فعله ترمب عمل جبار وانصاف للجميع كما قال، وكما أكدت كلمته في الكنيست أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي ساعد في التوسط فيه يُمثل نهاية حاسمة للصراع، لكن كلمته أيضاً كانت تستشف الإخلاص العجيب الحقيقي والعاطفة الحقيقة نحو “شعب الله المختار”، وكانت نبرته وكلماته مشبعة بالتعاطف تجاه إسرائيل.
صدارة السباق
ما أجمل النجاح حين يأتي بعد الجهد والعزيمة، وحين يتحقق بعد سنوات من العمل الدؤوب ومواجهة الشكوك والعقبات، فالنجاح في جوهره ليس مجرد نتيجة، بل هو رحلة طويلة تصنعها الإرادة، وتُثبت خلالها أن المستحيل يمكن أن يصبح ممكناً متى ما وُجدت الرؤية الواضحة والتصميم على بلوغ الهدف، وهذه الحقيقة تجسدت أمامنا في تجربة ماكلارين، الشركة العالمية العريقة في صناعة السيارات، والتي ارتبط اسمها اليوم بمسيرة البحرين وإنجازاتها.
للإنسان قيمة
أخيرا، تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطريقة أو بأخرى من إجبار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على القبول باتفاق لإنهاء الحرب الاسرائيلية على غزة، وكأن ترامب الذي يدعم اسرائيل بلا هوادة حاله حال كل الرؤساء الأمريكيين، وجد نفسه أمام اختبار يفرض عليه أن يوازن بين ضغوط السياسة والواقع الإنساني الذي لا يمكن تجاهله، فضلا عن رغبته بالفوز بجائزة نوبل للسلام.
كره الجميع!
أمضيتُ الأيام الفائتة أبحث عن خلفيات مصطلحات مثل “السامية” و”معاداة السامية”، خاصة وأننا في كل مرة نتكلم وننتقد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي على أرض فلسطين ضد الفلسطينيين العزل، يتهموننا بمعاداة السامية، وكأن التعبير الإنساني الطبيعي عن المجازر الحاصلة بحق الأبرياء أصبح تهمة جاهزة يطلقها الصهاينة لإسكات أي رأي مخالف. والحقيقة أن هذا الاتهام لا أساس له، فنحن لسنا أعداء للسامية ولا أعداء لليهود، بل لسنا أعداء لأي أحد.
هل لهذا الإجرام حد؟
من المنطقي والطبيعي أنه إذا لم يجد القاتل من يردعه فإنه سيتمادى في القتل، وسيوسع حقل جرائمه يوماً بعد يوم، وهي حقيقة أثبتها التاريخ في أكثر من موضع، فالمجرم حين يطمئن إلى غياب العقاب، وإلى أن العالم يقف متفرجاً، فإنه يزداد شراسة ويواصل اعتداءاته من دون حساب، وفي عالمنا لا نجد مثالاً أوضح على ذلك من إسرائيل التي ما زالت حتى اللحظة تتصرف وكأنها كيان فوق القانون، لا يخشى محاكم دولية ولا مجلس أمن ولا جامعة دولية ولا حتى استنكار العالم حكومات وشعوباً، ويفعل ما يشاء بلا حسيب أو رقيب.
خالد الانسان
رحمك الله يا بونبيل، الوجيه خالد كانو، لقد كنت بحق مثالاً للصديق الصدوق. ضحكتك المتميزة لن تغيب عن بالي أبداً، وابتسامتك الدافئة كانت تجلب السعادة والفرح لكل من حولك. رحيلك خسارة كبيرة، ليس فقط لعائلتك ومحبيك، بل لكل من عرفك واحتك بك، فقد كنت إنساناً قريباً من القلب، تحمل في داخلك نقاءً وصدقاً وإيجابية لا يمكن نسيانها.
آهٍ كم افتقدك يا رفيق العمر
تمرُّ الأيام وتتجدّدُ الذكرى، وها هي سنةٌ كاملة قد انقضت على رحيلك، أخي وصديقي الغالي، عبدالرحمن جمشير، لم تكن مجرد سنةٍ عابرة؛ بل كانت عاماً من التفكير العميق، واستعادةِ شريط الذكريات التي جمعتنا، منذ أيامِ الطفولة وحتى لحظةِ الفراق التي أوجعت قلوبنا جميعاً، ففي كل يوم يمضي، أجد نفسي أسترجع الوجوه والأماكن واللحظات التي عشناها سوياً، وكأن الزمن لم يمر. كانت صداقتنا كشجرة عتيقة، جذورها عميقة وراسخة لا تهزها الرياح، وفروعها تمتد لتشمل كل جوانب حياتنا؛ كانت تجربة فريدة، حيث كنا نكبر معاً ونفهم العالم من خلال بعضنا البعض.
أتذكر كل التفاصيل، يا صديقي! كيف كانت أيامنا في لبنان مزيجاً فريداً من الجد والمرح، والعمل الشاق الذي لم يخلُ من المتعة والرفاهية، كنا نعمل بجد في مشاريعنا وندرس بتركيز، لكننا كنا نعرف أيضاً كيف نستمتع بالحياة، ولم يكن ليومٍ أن يمرّ دون أن نلتقي أو نتحدث، حتى أن من حولنا اعتاد على رؤيتنا معاً، وكأننا جزء لا يتجزأ من بعضنا البعض، لقد كانت تلك الأيام مزيجاً من المغامرة والتعلم، حيث كنا نستكشف الأماكن ونتبادل الأفكار والأحلام، كنا نستمد من بعضنا القوة والطموح، ونتشارك الأسرار والضحكات التي لا تنسى.
لم يكن اختلاف تخصصاتنا الجامعية عائقاً أمام استمرار صداقتنا؛ بل على العكس، كان ذلك يضيف لها عمقا وثراء، وكانت النقاشات بيننا لا تنتهي، حول دراستنا وحياتنا ومشاريعنا المستقبلية، كما كانت كل مناقشة فرصة للتعلم من الآخر، وفهم وجهات نظر مختلفة، وحتى بعد أن تخرجنا وبدأ كل منا مسيرته المهنية، بقينا على تواصل دائم، وكأننا لم نفترق أبداً، وكنت أنتظر مكالماتك بفارغ الصبر، لأنها دائماً ما تحمل البهجة والنصيحة الصادقة.
عندما جئتُ إلى البحرين، كان أجمل ما وجدته فيها هو وجودك يا صديقي عبدالرحمن؛ وجودك جعلني أشعر وكأني في وطني الثاني، لم أشعر يوماً بالغربة أو الوحدة، لأنك كنت هناك، دائماً سنداً وعوناً لي في كل الأوقات؛ لقد كنت خير صديق، وأكثر من ذلك، كنت أخاً حقيقياً، و مستعداً دائماً للمساعدة، وتقدّم لي يد العون دون أن أطلبها، لقد كان منزلك بيتي الثاني، وعائلتك عائلتي الثانية، وتلك الأيام في البحرين، بوجودك، كانت من أروع أيام حياتي.
فقدان صديق حديث العهد بالصداقة هو أمر صعب، لكن فقدان صديق الشباب الذي كبرنا معاً، وترعرعنا معاً، وخضنا معاً معارك الحياة، هو أمر لا يوصف! لقد كنت شاهداً على أجمل أيام حياتي، وعلى لحظات الفرح والحزن، والنجاح والفشل، وكانت رحلتنا معا رحلة نضوج وتكوين للشخصية، تعلمنا فيها من بعضنا البعض الكثير، وكلّ ذكرى، من أبسطها إلى أعظمها، تذكرني بفراغ كبير لا يمكن ملؤه.
إلى عائلة جمشير الكريمة، وإلى كل من أحبّ عبدالرحمن، أقول إن فقدهُ ليس فقداً لكم وحدكم، بل هو فقد لكل من عرف طيبته وأخلاقه العالية. أفتقده بشدة، أفتقد صوته وضحكته، أفتقد نصائحه الغالية، وسيبقى ذكراه حياً في قلبي ما حييت، وستبقى صداقتنا قصة لا تنتهي!
رحم الله أخي وصديقي عبدالرحمن جمشير وأسكنه فسيح جناته
أكرم رشاد مكناس
سيدتي: أنتِ الأساس
في كل يوم، وكل مناسبة، يجب أن نؤكد على الدور المهم بل والمصيري الذي تقوم به المرأة من أجل نهضة مجتمعها وبناء وطنها، بما في ذلك الأم التي تنشأ الأسرة الصالحة، والموظفة والعاملة التي تنتج وتبدع، وكذلك الفتيات اللواتي يتم إعدادهن للمشاركة في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا للجميع.وفي الثاني والعشرين من أغسطس هذا العام، تحتفل مملكة البحرين بمرور أربعة وعشرين عامًا على تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، الصرح الوطني الذي يمثّل المظلة الرئيسية المعنية بشؤون المرأة البحرينية وتمكينها ودعمها في مختلف المجالات، فمنذ صدور الأمر الملكي السامي بإنشائه عام 2001، حمل المجلس على عاتقه مهمة استراتيجية لبناء سياسات وطنية متكاملة تعزز من مكانة المرأة وتوسع من مشاركتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، ليصبح اليوم أحد أبرز النماذج الإقليمية في مجال تمكين المرأة. استمر في القراءة
العضل الأمريكي
توقفت كثيرا عند صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلف مكتبه في البيت الأبيض، وأمامه جلس قادة أوروبا مجتمعين ليخبرهم بخارطة أوكرانيا الجديدة بعد اجتماعه مع بوتين في ألاسكا، وهو اجتماع حرص فيه ترامب أيضا على استعراض العضل الأمريكي من خلال العرض الجوي لطائرات الشبح والـ B52 الضاربة.
القيم والأخلاق.. إلى أين يا أوروبا؟
تكلمت مع كثير من الاصدقاء والأقارب والمعارف الذين التقي بهم خلال إجازتي حاليا في أوروبا، والتي جلت خلالها في أربع دول، وانتهى بي المطاف أخيراً في لندن حيث أمكث الآن، وفي الواقع عند حديثي معهم وجدت الجميع في حالة من الذهول مما يحدث، فقد أصبحت المجتمعات الأوروبية وكأنها تعيش أزمة هوية حقيقية، تتساءل عن معنى القيم والأخلاق.
رحابة الفكر والإبداع
أنعي إليكم اليوم الفنان الموهوب المفكر زياد الرحباني، الذي أعرفه عن قرب وليس كفنان فقط، أعرف عائلته وتربطني بهم علاقة شخصية قوية، وأعرف زياد منذ أن كان طفلاً ذو عبقرية خاصة، كما كان أبوه عاصي وأمه فيروز أصدقاءًا لأختي بارعة، وكنا نجتمع معاً في عدة مناسبات وفي حفلات العشاء، كانوا بمثابة أصدقاء للعائلة.



