قبل عام كنت هنا في المملكة المتحدة عندما بدا أن هذه الأمة حسمت أمرها حيال مغادرة الاتحاد الأوروبي نهائيا، ولكن الآن وبعد اثني عشر شهرا على هذا القرار تبدو بريطانيا العظمى بلد مرتبك لا يعرف ماذا يريد.
على الرغم من أن 52٪ فقط من البريطانيين صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء صيف العام 2016 إلا أن ذلك كان ذلك كافيا لحكومة تيريزا ماي لتفتح جميع بوابات الخروج الممكنة على مصراعيها: ترك السوق الأوربية المشتركة، ووقف حرية حركة المواطنين الأوروبيين، والتخلي عن الاتحاد الجمركي، وإلغاء التزام بريطانيا بالآلاف من قوانين وأنظمة الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك عضوية محكمة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان.