قد ابتُليَ هذا الشرق البائس بتركيبة دينية طائفية سياسية اجتماعية أسهمت على الدوام في تمزُّقه واستنزاف ثرواته، وفيما تجاوز الآخرون عصور الظلام والتناحر وتفرَّغوا إلى بناء حضارتهم، لا زلنا في منطقتنا نستحضر خلافات مذهبية وتاريخية وعشائرية حدثت منذ مئات وربما آلاف السنين، ونستخدمها في إزكاء صراعاتنا البينية الدامية.
كتبت في مقالي السابق عن “العرب في أوربا” مستفيدا من معايشتي اليومية لهم خلال إجازتي الصيفية الآن في لندن وتنقلاتي بين عدة مدن أوربية، وأجد أن العربي يعيش في وطنه منقوص الحقوق، خائفٌ من الغد، غير مطمئن لمستقبله أو مستقبل أبنائه، يتملُّق الآخرين طوعا أو كرها، يتقلّب ولائه ويتبدل انتمائه إلى الوطن تارةً أو الأمة أو العشيرة أو العائلة تارةً أخرى، يبحث عن فرصة للنجاة من واقعه المرير، فيجد في دول الغرب ضالته. استمر في القراءة