يميل معظمنا إلى ما نسميه باللهجة البحرينية الدارجة “تحلطم”، أي التذمر من كل شيء، من زحمة الشوارع وصعوبة تربية الأولاد وانحلال الأخلاق وبطء تنفيذ المشاريع وحرارة الجو، ونتناسى النعم الكبيرة التي منَّ الله علينا بها، ووسائل الرفاهية التي نرفل بها، وأنه يمكن أن يكون غدنا أفضل من يومنا شرط أن نعمل بتفاؤل لصناعة هذا الغد بدل الاكتفاء بالخوف منه.
منذ فترة كان أحد معارفي “يتحلطم” حول أمور كثيرة تتعلق بتحديات بيئة الأعمال، والركود، وصولا إلى متاعبه اليومية، قاطعت كلامه سائلا: “كم يستغرق منك وقت الوصول إلى عملك بسيارتك طبعا؟”، أجاب “أربعين دقيقة كحد أقصى”، سألته مجددا “كم مرة تسافر في رحلة سياحة أو استجمام سنويا؟” أجاب “مرتين أو ثلاثة، وربما أكثر”.