الحرب هي تاريخ البشرية وليس السلم، أما فترات السلم والازدهار فليست إلا «استراحة المتحاربين»، والحروب هي التي تغير باستمرار شكل العالم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وما الصراعات والفتن والثورات سوى أشكال أخرى للحرب، وما كتاب «فن الحرب» الذي كتبه سون تزو في القرن السادس قبل الميلاد ولا زال العالم يستلهم إرشاداته حتى اليوم إلا دليل على ذلك، وما حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ضرورة مواجهة الإسلاموية أو الإسلام الراديكالي ثم رد الرئيس التركي رجب أردوغان عليه إلا امتداد لقرون طويلة من «صراع الحضارات»، هذه الجملة التي اختارها الكاتب الأمريكي المعروف صموئيل هنتنغتون عنوانا لكتابه الشهير.
الأرشيف الشهري: أكتوبر 2020
الفساد.. أكثر تدميرًا..
حسنًا تفعل البحرين في مكافحتها للفساد بمختلف أشكاله من خلال الكثير من المبادرات النوعية، من بينها جهود وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني وحملات التوعية الكثيرة التي تقوم بها، أو من خلال إنشاء خط ساخن لمكافحة الفساد «نزاهة» وتشجيع المواطنين والمقيمين على الإبلاغ عن أية شبهات فساد، ومن خلال تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية أيضا والذي يعتبر مكاشفة جريئة ونزيهة لأي خلل في أجهزة الحكومة وتوجيه بعدم تكرار التجاوزات.
الفرق بين المُعِّمر والمُدمِّر
الثقة بالله وبالشعب والرصانة والهدوء وبعد النظر بعض من خصال جلالة الملك، في وقت لم يجلب الصراخ فيه شيئا للزعماء، أدولف هتلر وهوجو شافيز ورجب أردوغان وعلي عبدالله صالح والقذافي وغيرهم من مدمني حب الظهور والهتاف والضرب على الطاولة فيما هم يتحدثون عن الأمة والمستقبل والمشاريع الكبيرة ومواجهة خونة الداخل وأعداء الخارج، وتزداد أعراض إصابتهم بجنون العظمة كلما سمعوا أنصارهم يصفقون لهم ويهتفون أمامهم، لكن هؤلاء الزعماء لم يجلبوا لشعوبهم ولجيرانهم سوى الخراب والدمار.
كيف نخرج من عنق الزجاجة
أتابع أخبار الحرب المشتعلة بين أرمينيا وأذربيجان، ولست في وارد تحليل أسبابها، لكن ما شد انتباهي هو اصطفاف جميع الناس في كلتا الدولتين حول قيادتهما وجيشهما، بل إن كثيرا من المواطنين تطوعوا للحرب والتضحية. وفكرت: هل من الممكن أن نشهد التفاف شعب دولة عربية من دولنا المتهالكة حول قيادته وجيشه في حال تعرضت هذه الدولة لعدوان خارجي؟ صراحةً أشك في ذلك، خاصة وأننا مختلفون على كل شيء: على الثوابت الوطنية والحقوق العامة والجيش والولاء..، تمامًا كما نحن مختلفون على جنس الملائكة.
نعيب زماننا والعيب فينا

كلٌ فسَّر اهتمام وزيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا إلى لبنان على هواه، فمنهم من قال إنه زارنا حُبًّا بلبنان ورغبة صادقة من فرنسا الأم بدعم لبنان، ومنهم من قال إن الزيارة كانت لتحقيق مصالح شخصية ورفع مستوى شعبيته وتحقيق مكاسب انتخابية، ومنهم من وضعها في خانة مصالح اقتصادية أو سياسية أو استعمارية أو دينية أو حتى طائفية.