نداء إلى جميع المستثمرين والمشتغلين في حقل السياحة، لقد بدأ التنازلي، ونحن نقترب من يوم الاحتفال الكبير، انطلاقة سباقات الفورمولا1 في 29 فبراير القادم، هذا الحدث الذي يشكّل ما يمكن وصفه بـ “جوهرة التاج” في سلسلة الفعاليات السياحية والرياضية في البحرين، والذي سيكون هذا العام متميزا أكثر، لأنه يحمل شعار “عشرون عاما من صنع التاريخ”.
إنه نداء لنعزز من العمل معاً من أجل تعظيم استفادة بلدنا الحبيب من هذه الفعالية، وزيادة صداها في جميع الأنحاء، ففي الماضي، وحتى الآن، كانت معظم الاحتفالات والحفلات تتركز حول الفورمولا1 في الحلبة فقط، بينما يجب أن يُسمع هدير سيارات الفورمولا في كل مناطق البحرين، وليس منطقة الصخير فقط، حان الوقت ليشعر الجميع بروح الفورمولا في كل مكان، وليس فقط في مكان السباق
إن ما أكسب الفورمولا 1 شهرتها العالمية هو سباق مونت كارلو الذي يشارك به الجميع في هذه الإمارة، مونت كارلو بلد صغير، وحجمه قد يكون أصغر من البحرين، وعلى الرغم من حجمها الصغير، إلا أننا شاهدنا كيف تمكنت حلبة موناكو من تحقيق الشهرة العالمية بفضل سباق مونت كارلو، واستطاعت جذب الأنظار الدولية وخلق تجربة ترفيهية شاملة تنطوي على العديد من الأنشطة المتعلقة بالسباق، فهذا الحدث في مونت كارلو يبدأ منذ مطار نيس الدولي، ليشمل كل ما حولها من مناطق وأماكن، وبذلك، يعمل الجميع يداً بيد من أجل خلق أجواء ترفيهية ومميزة يستمتع بها جميع السياح خلال تواجدهم لحضور السباق.
لذا، ومن اليوم، أطلب بصوتٍ عالٍ من كل من يعمل في حقل السياحة والخدمات الترفيهية أن يبدأ رأساً بالتخطيط والتصميم كي يتفاعل ويشارك في هذا الحدث، والتفكير في كيفية جعل الفورمولا 1 يشمل جميع أنحاء البحرين، كما أتمنى أن يكون هناك اجتماعاً على أعلى مستوى بحضورنا نحن كجهات قطاع خاص عاملة في الضيافة بغية التنسيق، وكي يتباحث جميع من له شأن بكيفية توسيع نطاق هذه البهجة والاحتفال ليشمل جميع البحرين، بما يضمن نجاح هذه المناسبة الكبرى.
نحن بحاجة إلى آلية ترويج واضحة معلنة نصل من خلالها لأسواق الدول الأكثر توريداً لسياح الفورمولا 1، ونخبرهم بما لدينا في البحرين من فرص إقامة وترفيه، وكلما تمكَّنا من برنامج الأنشطة التي يمكن للسائح أن يقوم بها في البحرين، كلما نجحنا في إطالة فترة مكوثه هنا، بحيث لا تقتصر على أيام الفورمولا الثلاثة، يجب أن نعمل سويًا لتحقيق رؤية تجذب السياح والمشجعين من جميع أنحاء العالم، وتعيد ترسيخ صورة البحرين كوجهة سياحية فريدة من نوعها على كافة الأصعدة الترفيهية والرياضية. إضافةً إلى ذلك، علينا أن نبحث عن نقاط الجذب السياحي المتميزة التي تتفرد بها البحرين، فمثلاً السباحة والرياضات المائية والشاطئية مناسبة هنا في شهر مارس، وكذلك صيد السمك، والرحلات البحرية.
وينبغي علينا أيضاً العمل على إبراز ما تزخر به مملكتنا من منشآت ومرافق وبنية تحتية متطورة وخدمات سياحية أمام هؤلاء السياح، والفنادق عالمية المستوى والمطاعم الراقية التي تلبي احتياجاتهم وتعطيهم انطباعاً مميزاً عن مملكتنا، ولا بد أيضاً من تنظيم جولات سياحية لهم تعرض معالم البحرين الثقافية والتاريخية، بحيث يتعرفوا على جمال وتراث البلاد، وكيف أنها تجمع بين الأصالة والحداثة، خصوصاً وأن سائح الفورمولا 1، هذا السائح النوعي، مستعد أن يطيل مدة إقامته في حال توفر فعاليات شيّقة متنوعة قبل وخلال وبعد السباق، فالكثير من سياح الفورمولا 1 تحملوا مشقة السفر من دول بعيدة حتى وصلوا إلى البحرين، وهم على استعداد تام للاستمتاع بأكبر وأطول قدر ممكن من الأحداث المصاحبة للسباق.
ونحن نلمس تنسيقاً جيداً بين عدد من الجهات الحكومية ذات الصلة بالفورمولا 1، مثل طيران الخليج، وهيئة البحرين للسياحة والمعارض، وإدارة الهجرة والجوازات، وإدارة المرور، والجمارك، وهيئة البحرين للثقافة، ووزارة الإعلام، لكننا بحاجة إلى دخول جهات أخرى لتعظيم الاستفادة من هذا السباق، خصوصاً من القطاع الخاص، إضافةً إلى تعزيز التناغم بين تلك الجهات، كما أننا بحاجة أيضا إلى من يشركنا كقطاع من أجل المساعد في زيادة نجاح هذا السباق، فالقطاع الخاص دائماً ما كان شريكاً فاعلاً في تعزيز صدى ووصول الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها المملكة، وزيادة أثرها الاقتصادي والسياحي.
أتمنى أن يعرف الجميع أن هذه الفعالية ليست رياضية فقط، وإنما فرصة للتعريف بالبحرين على أوسع نطاق، من خلال الـ 100 ألف متفرج في حلبة البحرين الدولية، وملايين عشاق هذه الرياضة ومتابعيها خلف الشاشات حول العالم أيضاً، ولا تقتصر الاستفادة من هذا الحدث على القطاع السياحي فقط ، بل يمكن للشركات المحلية العاملة في المجالات والقطاعات المختلفة أن تعزز نشاطها التجاري خلال فترة السباق، يمكن لشركات الأغذية والمشروبات مثلاً، أو الأسر المنتجة، تقديم عروض خاصة وتوفير وجبات سريعة أو تجارب طعام فريدة للجماهير خلال السباق، ويمكن للشركات المنتجة للسلع والمنتجات الأخرى الترويج لمنتجاتها وتنظيم فعاليات تسويقية مرتبطة بالسباق لرفع نسبة مبيعاتها والاستفادة من الحضور الضخم الذي يشهده الحدث.
لطالما أكدت أن سائح الفورمولا هو سائح “نوعي”، لديه قدرة عالية على الإنفاق، تستويه تستهويه المنافسات والمناسبات الفاخرة، فتجده يسافر خلف سباقات الفورمولا حول العالم، وإحدى محطاته هي البحرين، لذلك يجب أن نهيئ له كل ما يلزم من رفاهية وإثارة في الإقامة والجولات السياحة والحفلات وغيرها، لأن هذا هو أساسا أسلوب حياته، وإذا كان معدل الإنفاق اليومي للسائح العادي في البحرين 72 دينارا، فلا شك أن معدل الإنفاق اليومي لسائح الفورمولا أعلى من هذا الرقم بكثير.
حدث الفورمولا1 أيضا مناسبة مهمة لنا كرجال أعمال لمقابلة نظرائنا من حول العالم الذين يحضرون السباق، والدخول معهم في صفقات تجارية ناجحة، ولا أخفي سرا إذا قلت أنني تعرفت خلال فعاليات الفورمولا في الأعوام الماضية على كثير من رجال الأعمال، ودخلت معهم في صفقات، بل حتى تعرفت على رجال سياسية واقتصاد ودولة ومشاهير وغيرهم.
وسط حالة من الإقبال العالمي من محبي وعشاق رياضة السيارات، نترقب الفورمولا1 القادم وقد امتلأت البحرين بصخب هذه الاستضافة، وأن نرى برنامج ضيوفنا من متابعي هذا السباق مزدحماً جداً بمختلف الأنشطة والرحلات، وأن نرى الحماس والشغف يملؤهم للتعرف على مملكة البحرين عن قُرب والتفاعل مع الثقافة المحلية والاستمتاع بتجربة ثرية متكاملة الأركان، وقضاء وقت ممتع في البحرين وخلق ذكريات لا تُنسى.
