خبر مفرح

تلقينا كمواطنين بشكل عام، ورجال أعمال بشكل خاص، خبر زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم لعدد من المشاريع الحيوية بالمحافظة الجنوبية ومن ضمنها فندق ومنتجع العرين رافلز بكل فرح وسرور، فرح لأنها كانت فرصة أن نرى الابتسامة على محيا جلالته حفظه الله ورعاه، وسرور لأن تفاؤل جلالته مصدر تفاؤلنا وكلام جلالته مبعث ارتياحنا وطمأنينتنا تجاه حاضرنا ومستقبلنا.

وطالعنا في اليوم التالي في الصحف صور وخبر الزيارة، والذي ورد فيه أن جلالة الملك المعظم أكد خلال الزيارة أن مملكة تمضي قدمًا على طريق البناء والتنمية والإنجاز بما يرسخ نجاح مسيرتها وتقدمها ويعزز تنافسيتها وإنجازاتها ويحافظ على مكتسباتها، إذ أشاد جلالته بما تزخر به مملكة البحرين من صروح ومعالم تاريخية وحضارية وثقافية وتراثية وسياحية أهلتها لأن تكون وجهة مثالية للزوار والسياح، ما عزز مكانتها المرموقة وحضورها المتميز على خارطة السياحة الإقليمية والعربية والعالمية.

وفي الواقع، شعرت بالفخر والسرور عندما قرأت تنويه جلالة الملك حفظه الله ورعاه بما حققته مملكة البحرين من نجاحات وإنجازات نوعية في القطاع السياحي، وبما تشهده من توسع في إقامة وإنشاء العديد من المشاريع والمرافق والمنتجعات السياحية والفندقية والذي يعكس ما تتمتع به المملكة من بيئة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي المهم الذي يعد رافدًا مهمًا في دعم الاقتصاد الوطني.

وأود أن أهنّئ الأخ هشام الريس الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي إف إتش» المالية، وفريق عمل الشركة بمن فيهم الأخ ماجد الخان الرئيس التنفيذي لشركة «إنفراكورب»، بمناسبة زيارة جلالة الملك المعظم لفندق ومنتجع العرين رافيلز الذي تملكه المجموعة، فقد جمعتني بعض الأعمال مع الأخوين هشام وماجد، وأعرف عن قرب مدى إخلاصهما وتفانيهما في العمل بكل جدارة وكفاءة من أجل النجاح وتقديم مشروعات تبرز الوجه العمراني والحضاري لمملكة البحرين.

لقد قرأت في زيارة جلالة الملك لعدد من معالم المنطقة الجنوبية وتوفير تغطية إعلامية بالفيديو والصور لهذه الزيارة رسائل عديدة من بينها حب جلالة الملك المعظم لكل معلم ومرفق وصرح على أرض مملكة البحرين، وحرص جلالته على أن يكون قريبًا من الجميع بمن فيهم رجال الأعمال والقائمين على المشروعات الاقتصادية، ودعم جلالته حفظه الله للتنمية بمختلف أبعادها بما فيها التنمية الاقتصادية والسياحية.

وانطلاقًا من عملي في قطاع الضيافة والسياحة، أدرك بشكل خاص دلالات زيارة جلالة الملك المفدى لمعلَم من معالم البحرين السياحية، فعندما يختار جلالته وجهة سياحية رائدة ويقرر زيارتها، يلفت أكبر انتباه محلي وإقليمي وعالمي لما يشهده القطاع السياحي في البحرين من تقدم وتطور، ويعزز جاذبيته أمام مزيد من السياح والزوار، ويرفع من كفاءة منشآته، ويدعم تنويع المنتج السياحي البحريني على كل الأصعدة.

وأنا شخصيًا أستطيع أن أقدم شهادة ثناء وتقدير وإعجاب بعلامة «رافيلز» التابعة مجموعة أكور الرائدة عالميًا في قطاع الضيافة المتكاملة، وقد حافظت هذه العلامة على عراقتها ورسوخها في الأذهان من جهة، وأدخلت الكثير من التطورات الحضارية من جهة أخرى، وقد دفعني هذا الإعجاب لحضور حفل إطلاق المرحلة الجديدة لمشروع العرين وافتتاح أبرز منتجعات رافلز العالمية في مملكة البحرين برعاية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المعظم رئيس المجلس الأعلى للبيئة، وجمع من المسؤولين والضيوف من داخل وخارج البحرين.

يقف «العرين رافيلز» اليوم شاهدًا على حركة التطور الكبيرة والمتسارعة التي تشهدها المنطقة الجنوبية من مملكة البحرين، وليس بعيدًا عنه مركز البحرين العالمي للمعارض الذي فاز بجائزة أفضل مركز جديد للمعارض والمؤتمرات على مستوى العالم، وعلى بعد دقائق بالسيارة فقط مسرح الدانة الذي يصدح بالفن والحياة، ومشروع الزلاق سبيرنغ وما يضمه من مطاعم ومقاهٍ، ومنطقة أخرى تقع فيها جرافيتي للقفز الهوائي وما يحيط بها أيضًا من بعض المقاهي، وقرية البحرين الدولية لسباقات القدرة، وبلاج الجزائر، وفندق السوفوتيل، والعديد من المعالم السياحية والرياضية والترفيهية والاقتصادية الأخرى.

أذكر أنه عند افتتاح حلبة البحرين الدولية، جوهرة التاج لكل المشروعات التنموية في المحافظة الجنوبية، وقفت على شرفة المبنى الدائري الذي يشرف على مسارات السباق، ونظرت إلى المنطقة المحيطة مترامية الأطراف، وتمنيت في قرارة نفسي أن تكون الحلبة وسباقات الفورمولا 1 باكورة مشروعات عملاقة في هذه المنطقة تتكامل مع بعضها البعض، وتجعل الحياة صاخبة أكثر هناك، كصخب سيارات الفورمولا 1.

والآن، وبعد نحو عشرين عامًا على تلك الوقفة والأمنية، أرى أن الحلم يتحقق، الحلم الذي راودني كان في الواقع رؤية وإرادة لدى جلالة الملك المعظم، وخطط تنفيذ وعمل على أرض الواقع لدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، رؤية انطلقت في العام 2008، ورسمت معالم الطريق نحو نقل مملكة البحرين إلى الحداثة والتقدم.

هناك إنجازات كثيرة تتحقق على أرض الواقع، إنجازات أكبر من التوقعات، لكنها أقل من الطموحات، فنحن لا نرضى بالمتوسط أو الجيد، بل نبحث دائمًا عن التميز والسبق في كل شيء. هناك الكثير من التقدم في القطاعات الاقتصادية والسياحية والسكنية والصحية والتعليمية وغيرها، وهناك تحديات بلا شك، لكن أوضاعنا المعيشية بشكل عام في البحرين وفي دول الخليج العربي أفضل بكثير من دول العالم حتى أوروبا وأمريكا وكندا، وبمراحل.

ما زلت أذكر خطاب جلالة الملك أمام مجلس الشورى والنواب في أكتوبر من العام 2021، والذي دعا فيه جلالته أصحاب الأعمال ضمن قطاعات الدولة الإنتاجية والخدمية والاقتصادية إلى اقتراح المزيد من المبادرات لتنمية اقتصادية شاملة الأبعاد، وكيف أكد جلالته في ذلك الخطاب أننا نسير بثبات وبأداء اقتصادي قوي يبعث على الارتياح والتفاؤل بعودة واثقة لمسارات النمو بحسب ما تطمح له رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تساهم بكفاءة عالية في تعافي اقتصادنا الوطني.

وأقرأ في هذا الخطاب، وفي زيارة جلالة الملك للمحافظة الجنوبية، وفي لقاءاته مع رجال الأعمال، ثقة جلالته برجال الأعمال وقدرتهم على تحمل المسؤولية في رسم المستقبل المنشود لوطنهم، وفي قدرة القطاع الخاص على المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، ولا شك أن الباب مفتوح أمامنا كرجال أعمال لتقديم المزيد من الأفكار والمبادرات لتنمية اقتصادية شاملة الأبعاد تعود بالفائدة على الجميع.

بواسطة akmiknas

أضف تعليق